كل واجب بالضرورة يترتب على تركه ضرر حتمي، فعدم حل الطالب لواجبه المدرسي يوجب نقصان الدرجات، وعدم أداء الصلوات يوجب تراكم السيئات، وكذا عدم ممارسة التمارين الرياضية يوجب الشيخوخة المبكرة بأسوء صورها.
هل تدرك أنه حسب دراسة أجريت في سنغافورا، عدم تمكنك من النهوض من الكرسي برجل واحدة قد يكون مؤشراً على عدم قدرتك على المشي في سن السبعين؟
بهذا ندرك أهمية الرياضة وأنها ليست كما تطرقنا سابقاً حكراً على فئةٍ دون أخرى، كما أنها رغم ضرورة أدائها، لا ينبغي أن تكون عملية تعذيب وإرهاق للذات، بل فرصةً لمكافأة الجسم الذي خدمك طول حياتك.
وهنا بعض التوجيهات التي ستضمن كون التمرين ممتعاً ووقتاً تتطلع لمجيئه:
- اختر الرياضة اللتي تميل لها، فهناك الكثير من الرياضات كألعاب الكرة، والسباحة، وفنون الدفاع عن النفس، وتمارين الرقص، واليوغا، وغيرها الكثير مما لا يمكن إحصاؤه في موضوع مختصر كهذا.
- يكفي لعامة الناس من البالغين (حسب توصيات وزارة الخدمات الصحية والبشرية الأمريكية) ساعة وربع مقسمة على الأسبوع من التمارين ذات الشدة العالية، أو ساعتين ونصف من التمارين المتوسطة الشدة مقسمة على الأسبوع.
- اختر الوقت الذي يناسبك شخصياً دون مزاحمة مشاغلك اليومية.
- إجعل شدة تمارينك ملائمةً لإقبالك النفسي على التمارين، فلا تثقل كاهلك بالتمارين الشديدة وقت الضغوط النفسية، واغتنم وقت الإقبال الشديد لتطوير قدراتك البدنية.
- تعامل مع التمارين كالاستثمار بالنقود، فلديك رصيد محدود من الوقت والجهد، والاستثمار الذكي يعود عليك بفوائدٍ على المدى القريب والمدى البعيد عند التقدم في العمر، وكلاهما محبوب مالياً وبدنياً.
- لا تدع حماسك في البداية يودي بك إلى أضرار جسدية، بحيث تبدأ بجرعة تمرين زائدة غير ملائمة لجسمك حتى ولو كنت رياضياً سابق، ولا تضع نفسك بين يدي مدرب يأخذك للتدريب كزبانية جهنم دون سؤال، بل اختر المدرب الذي يشخص قدراتك البدنية ويبدأ معك بالتدريج ليتيح لجسمك فرصة للاستشفاء.
في النهاية، يجب أن تدرك أن جسمك أمانة لديك، فيجب عليك المحافظة عليه وخدمته لكي يخدمك بأفضل شكل.