ريڤايڤ ٧

عندما يجتمع ١٢ من عمالقة عالم الرياضة والتغذية والصحة على مستوى العالم العربي في مكان واحد تجمعهم غاية واحدة فلا يمكن لقاعة أن تحتوي ما يقدموه من علوم وخبرات، بل ستجوب طاقاتهم وعلومهم البحار لتصل إلى أقاصي الأرض لتحيي عقولاً وقلوباً هي في أمس الحاجة للإحياء.

يومان مرّا كمر السحاب رغم ثقل المحتوى العلمي المقدم، إلا أن أساليب المحاضرين المتميزة وخفة ظلهم جعلوا من هذه الساعات لحظاتٍ لا تنسى. لم يبخلوا بما يكنون من العلوم، بل أسبغوا في عطائهم ورحبوا بكل طالبٍ للمعرفة، وأكرموه بقلوبهم قبل علومهم.

وكان من بعض ما تعلمت في هذين اليومين:

ملاحظة: (لا ينبغي تطبيق ما سيتم ذكره دون استشارة أخصائي، حيث أنّ الكثير من التعليمات قد تكون للمتقدمين، أو أنها غير ملائمة لبعض الحالات)

تعلمت من الأستاذة نورة الصباح

أن هنالك سبع أدوات إن تمكنا من إتقان استعمالها سنتمكن من التحكم بردود أفعالنا تجاه أي حدث لنخرج بمردود إيجابي، وخلاصة هذه الأدوات كالتالي:

٧- أداة RAP
Recover استعادة السيطرة على النفس
Adapt التأقلم مع مجريات الحدث
Prepare الاستعداد لتغيير المجريات لصالحك

٦- تنفس لست ثوانٍ شهيقاً وست أخرى زفيراً

٥- قم بالعد تنازلياً من الخمسة للواحد ثم اشرع في تنفيذ ما تنوي فعله

٤- وازن بين الدوائر الأربع (العقل، الروح، العاطفة، الجسد) والقاسم المشترك بينهم القلب، فالاهتمام به يمنحنا التوازن والتحكم في ه‍ذه العناصر

٣- التفكر والتصور، حيث أنها حال الاسترخاء تؤدي إلى نتائج جبارة وثقة أكبر بالنفس

٢- ركعتان خالصتان لله، يطمئن بها القلب وتتلاشى الشكوك والمخاوف، ويبارك بها العمل

١- تذكر بأن الله معك في كل حركاتك واحدٌ لا تحتاج معه ثانٍ

تعلمت من الأستاذة سارة جمعة

أن إعداد الأكل الصحي ليس عملاً ملحمياً يحتاج لشيف بارع، ولا ينبغي أن يكون غير مستساغ الطعم، بل ينبغي أن يكون وقتاً نتطلع لمجيئه لنستمتع بما لذ وطاب من الخيارات الصحية التي لا تعد وتحصى.

فتعلمنا تقديم الحمص بالشمندر والزبادي اليوناني وغيرها من الأطباقي اللذيذة وسهلة التقديم.

كذلك تعلمنا أهمية وضع خطة أسبوعية للأطباق اللتي ننوي إعدادها، فبذلك يمكننا إعداد قائمة للتسوق وكذلك نضمن كون خياراتنا صحية وتحت تصرفنا.

تعلمت من الدكتور ريان كركدان

أن سلوكنا ناتج عن مثلث الأفكار حيث أن
الأفكار تؤثر على المشاعر
المشاعر تؤثر على السلوك
السلوك يؤثر على الأفكار

وقمنا بتطبيق عملي لتحديد الأفكار الهدامة التي نخضع أنفسنا لها يومياً، وبها نكون حبيسي دوامة الأفكار والمشاعر والسلوك السلبية.

وكذلك تعلمنا ضرورة طلب المساعدة عند عدم التمكن من حل مشاكلنا الخاصة أو عند الحاجة للمساعدة، فعزة النفس لن تجعلنا أناساً أفضل ولن تحل مشاكلنا، وكذلك ينبغي اختيار الشخص الخبير المتمكن من تقديم المساعدة، فعدد اللايكات والمتابعين ليس مقياساً لبراعة الشخص، وطلب المساعدة يختصر الكثير من الوقت والجهد والمال للوصول للنتيجة المرجوة.

تعلمت من الأستاذ فيصل الشوا

أن للتغذية الصحية المدروسة علاقة وثيقة للوصول للأهداف الرياضة، فالجسم لا يمكنه امتصاص أكثر من ٣٠ غراماً من البروتين في وجبةٍ واحدة، لذلك يفضل توزيع الوجبات إلى أربع وجبات لضمان امتصاص الكمية المطلوبة من مختلف المغذيات.

وتعلمت كذلك أن من ضروريات تحسين عملية الهضم وتطوير الأداء الرياضي تمرين الجهاز الهضمي، الأمر الذي كان مستنكراً ولا زال العرف في المجتمع العربي لا يعتقد به، بل يعتقد بأثره السلبي!

ومن الطرق المتبعة لتمرين الجهاز الهضمي التالي:
التمرين مباشرةً بعد وجبة رئيسية
التمرين مع وجود كمية كبيرة من السوائل في المعدة
إدخال كمية كبيرة من الكربوهيدرات للجسم خلال الرياضة
التمارين المحاكية للسباق مع تطبيق خطة التغذية خلال السباق

تعلمت من الأستاذ أوليڤر لينسنبارث

أن هنالك ثلاثة عناصر ينبغي تدريبها لضمان أساس قوي تبني عليه قوتك وتمارينك، ألا وهي التوازن والجهاز البصري والجهاز السمعي، حيث أنها عناصر مترابطة بشدة، وتطوير أحدها سيؤدي لتطوير الآخر.

حيث قمنا بأداء تطبيقات عملية على المفاهيم التي طرحها الأستاذ، وقمنا باختبار صحة هذه العناصر الثلاثة، وكذلك قمنا بتطبيقات تصحيحية وتطويرية للنقص الموجود في أحد هذه العناصر.

فضلاً عن ذلك كله، تعلمت مهارة الإصغاء واحترام ما يقدمه المحاضرون، فرغم كون الأستاذ أوليڤر كندياً لا يجيد من اللغة العربية إلا القشور، إلا أنه كان حاضراً في أغلب المحاضرات مصغياً باهتمام محترماً العلوم التي يقدمها المحاضرون.

تعلمت من الأستاذ أحمد النجار

أن عمر الإنسان ليس إلا رقماً يرمز إلى الوقت الذي قضاه الإنسان على قيد الحياة، ولا علاقة مباشرة بينه وبين صحة وقدرات الإنسان.

تعلمت أنّ مسارعة تعويض النقص في القدرات الحركية والرياضية بإمكانه أن ينقذنا من احتمالات الضعف عند الكبر في السن وأننا بإمكاننا العيش بصحة وعافية حتى في سن الثمانين.

فضلاً عن ذلك، تعلمت أنّ هنالك ضرورات حياتية تحتاج للاستعداد بالرياضة، كالمشي في السفر وحمل الأمتعة ورفعها، ولا ينبغي أن نحتاج للمساعدة في حركتنا وحملنا ووضعنا للأغراض، وهذا ينطبق على الجميع رجالاً وإناثاً، دون اعتبارٍ للسن، وهذا أقل المطلوب في القدرات الجسمانية.

كذلك تعلمت أن من عمره ٣٦ لا يعد كبيراً في السن!

تعلمت من الدكتور عبدالعزيز الجودر

أن العقل كجهاز الحاسوب يضعف أداؤه إن لم نقم بإعادة تشغيله عن طريق النوم.

حيث سلط الضوء على أهمية النوم وعلى الهرمونات التي تتأثر إيجاباً أو سلباً حسب جودة النوم.

وكذلك بعض الطرق التي تساعد على النوم من أغذية ومشروبات ومكملات وأدوات كالنظارة المانعة للأشعة الزرقاء.

وكذلك قام بتقديم طريقةٍ عملية لتحسين جودة القيلولة، وهي عن طريق احتساء كوبٍ من القهوة والنوم بعدها بربع ساعة، حيث ستستيقظ نشيطاً عند بدء مفعول الكافيين، مستفيداً من إيجابيات القيلولة ومتجنباً أن تغط في نومٍ عميق أو أن تنهض من النوم بطاقةٍ منخفظة.

تعلمت من الأستاذ صلاح الشطي

أهمية يوم الاستشفاء، حيث أنّ له أهميةً لا تقل عن أهمية أيام التمارين الأساسية، حيث تتم تهيئة العضلات فيه لمعاودة التمارين في اليوم التالي.

يوم الاستشفاء ليس بالضرورة يوم الراحة، بل يمكن استغلاله لعمل تمارين الإطالة كاليوغا، أو تمارين زيادة المدى الحركي والتوازن، وكذلك يمكن عمل جلسات مساج في هذا اليوم.

من الطرق الأخرى لاستغلال يوم الاستشفاء:
تطوير عملية التنفس، حيث لكل حالة توقيت مناسب لعملية التنفس مثل التنفس عند التعب يفضل أن تستنشق لمدة ٤ ثواني وتقوم بالزفير بسرعة في ثانية أو أقل، وعند الاسترخاء للنوم تقوم بالاستنشاق لمدة ٤ ثوان، وتحتفظ بالهواء لمدة ٤ ثوان، ثم تقوم بالزفير لمدة ٨ ثوان.

استعمال الماء الحار والبارد بشكلٍ تبادلي، فتبدأ بالماء الحار ثم تنتقل للبارد، ويمكنك تكرار العملية عدة مرات حيث تختم فيها بالماء البارد.

القيام بالتمارين المعتادة في المسبح حيث تقل شدة التمارين بشكل كبير.

ممارسة التأمل والتصور.

تعلمت من الدكتور علي العطار

أن الكتف ليس ضعيفاً كما يتصور الكثيرون، بل يحيط به العديد من العضلات الأساسية القابلة للتكيف مع مختلف الإصابات وحالات الضعف.

وأن المدى الحركي قد يكون متأثراً ببرمجة وقائية في الدماغ تحاول تجنب الإصابات المحتملة، وأن بعض الحركات كفيلة بتغيير هذه البرمجة، كفرك فروة الرأس من الخلف في أماكن معينة.

كذلك قمنا بتطبيقات عملية لاختبار احتمالية وجود مشاكل في الكتف، كالتجنح الزائد وغيرها.

تعلمت من الأستاذ ناصر العوض

أن جسم الإنسان يعتبر نظاماً بيئياً متكاملاً، حيث تكمله البكتيريا، والتي تفوق عدد خلاياها عدد خلايا الإنسان بعشرة أضعاف.

فهذه البكتيريا متوزعة في شتى أنحاء الجسم، كلٌ له وظيفته، تدعم أجسامنا مقابل محافظتنا عليها وتوفير احتياجاتها، وأن احتياجها الأساسي يكمن في الألياف حيث أنها تتغذى عليها لتتمكن من تحويل مختلف المغذيات إلى عناصر بسيطة نستطيع الاستفادة منها.

فأهم ما تعطينا إياه البكتيريا:
استخراج الطاقة
إنتاج فيتامينات بي وكي
تنظم عمل النظام المناعي
تنظم عملية الأيض ومستوى الجلوكوز في الدم
تحمينا من المايكروبات المسببة للأمراض
تؤثر على المزاج والسلوك
تحسن من جودة النوم

وبالمقابل فإنها تحتاج منا التالي:
تناول البكتيريا النافعة من الزبادي أو المكملات
تغذية البكتيريا بالألياف
عدم الهوس في النظافة الزائدة
تجنب استخدام المضادات عند عدم وجود حاجة ماسّة لها
عرض نفسك لمايكروبات الطبيعة من حينٍ لآخر
كن نشطاً ومارس الرياضة

تعلمت من الأستاذ محمد باقي

أننا في الحياة كما الراكب في السيارة، نكون في مقعد الراكب بسبب ضغوطات الحياة وصعوباتها، وينبغي علينا لم شملنا لنعود لمقعد القائد.

فليس ضعفاً أن تدفعنا ضغوطات الحياة لمقعد الراكب، ولكن القوة تكمن في سرعة استعادة السيطرة على أنفسنا والعودة إلى كرسي القائد.

قد تستغرق العملية في البداية أسابيع، لكنها مع الوقت ستصل إلى أيام ثم إلى سويعات، المهم في النهاية أن تعيد زمام حياتك إلى يديك.

تعلمت من الأستاذ عبداللطيف المراغي

أن الحركات الوظيفية ليست بالحركات البهلوانية ولا الحركات الخارقة للعادة، بل هي حركات مدروسة تساعد على زيادة قدرات الجسم للوصول إلى إمكانيات أفضل ومدى حركي أكبر، وبالتالي تطوير جودة الحركة.

ثم عرجنا على مزايا التمارين الوظيفية من النواحي الحركية والعصبية والفيسيولوجية، والتي تمثل المثلث الحركي.

ثم قمنا بتطبيق بعض التدريبات العملية لتشخيص صحة الحركات الأساسية لبعض التمارين من مختلف الجهات كالقرفصاء.

وختمنا بطريقة وضع خطة تدريبية، حيث ينبغي البدء بأساسيات الحركة وتمارين الثبات والتوازن، ثم بإدراج التمارين لأكمل الجسم وهي:
الإنحناء والرفع (كالقرفصاء)
تمارين الرجل الواحدة (كالطعن)
الدفع (كتمرين الضغط)
السحب (كتمرين العقلة)
الدوران (أي تمرين يحتوي على استدارة من جهة لأخرى)
وأن أي جدول يخلوا من أحد هذه الأنواع من التمارين فهو ناقص، وينبغي مراجعته.

ما ورد في هذا الموضوع هو سرد بسيط على عجالة من بعض ما تعلمته في هذا المؤتمر، وما ساهم بشكل كبير في امتصاص الكم الهائل من المعلومات هو البيئة المحفزة من حضورٍ كبيرٍ وفعال، ومن محاضرين همهم وشغلهم الشاغل إيصال المعلومة للحضور بأفضل الطرق وأجدى السبل.

فلهم شكرٌ من القلب على كل ما قدموه، رغم عجزنا عن رد الجميل. وأقل ما يمكننا تقديمه هو نشر ما تعلمناه منهم لإيصال رسالتهم لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع.

على أمل اللقاء بكم في المؤتمر القادم في السنة القادمة شهر أكتوبر عام ٢٠٢٠ في ريڤايڤ ٨.